كتب : محمد عيسي ابو عيطة
إذا رأيت عقاراً مخالفاً ينبت من باطن الأرض، فأنت أمام جريمة شروع في قتل.. فإذا ما ارتفع العقار وصار برجاً فأنت أمام جريمة قتل مكتملة الأركان.
القاتل في تلك الجريمة ليس شخصاً واحداً ولكنهم 4 قتلة علي أقل تقدير أولهم مالك العقار الذي خالف القانون، والثانى هو مسئول الحى الذي ترك الجريمة تنمو وتترعرع وترتفع في عنان السماء، والقاتل الثالث في ذات الجريمة هو المحافظ المسئول عن المحافظة، أما القاتل الرابع فهم مجموعة الوزراء المسئولين عن مواجهة الخروج عن القانون وعن حماية أراضى الدولة، وحماية أرواح المصريين.
تشهد منطقة وسط البلد بمدينة بنها حالة شديدة من الذعر، بسبب تصدع عقار سكنى مكون من 4 طوابق، وهرع سكان العقار إلى الشوارع المحيطة خوفًا من انهياره عليهم، مما تسبب فى تشرد 25 مواطنًا من المقيمين بالعقار نتيجة بناء برج مخالف للاشتراطات الهندسية، والترخيص ملاصق للعقار المتضرر بشارع بن حجاج رقم 9.
يقول طارق طلعت السيد تاجر، فوجئنا بوجود تصدعات شديدة وحدوث اهتزازات بالمنزل وسقوط قطع خرسانية وحجارة من سقف المنزل وحوائطه، مما تسبب فى حالة ذعر خوفًا من انهيار المنزل علينا، مما أدى إلى قيامنا بالمبيت بالشارع خوفًا من حدوث كارثة.
وأضافت الحاجة عزيزة محمد محمود شرف، ربة منزل 67 سنة، إن صاحب البرج المجاور، والذى تم بناؤه على ارتفاع 11 دورا قام ببنائه بالمخالفة ودون إتباع إجراءات السلامة المتعلقة بالإنشاءات، مما تسبب فى حدوث تصدعات شديدة وشروخ شديدة الخطورة، وقمنا بإخلاء بعض الأثاث من المنزل فى محاولة لتقليل الأحمال عليه، وتوجهنا لصاحب البرج ووعدنا بهدم العقار وبنائه على نفقته بوعود كاذبة فى محاولة للتنصل من المسئولية.
فمن يحمى صاحب هذا البرج الشيطانى المكون من 11 طابق وعلي شارع عرضة 4 امتار ؟
هناك فساد واضح وضوح الشمس ولا يمكن تجاهله لأننا جميعا شهود عيان على هذا الفساد الظاهر بالعين المجردة هو البناء المخالف لقوانين البناء وأشهر هذه الحالات التى رأيتها رؤية العين قيام أصحاب الملايين ببناء برج شيطانى بشارع بن حجاج رقم 9 خلف مدرية التربية والتعليم ببنها
من جانبه، أكد إيهاب محمد عيسى المحامى، أنه تقدم بعدة شكاوى لمجلس مدينة بنها دون أى تحرك يذكر، وتحرير بلاغ بالواقعة بقسم أول بنها ضد مالك البرج المدعو أحمد ش أ ورئيس مدينة بنها تم اتهامهم فيه بالتسبب فى تصدع العقار والتقاعس عن إيجاد حل وإنقاذ تلك الأسر المنكوبة.
وأضاف، أن الجهات المعنية تنتظر وقوع الكارثة حتى تتحرك، ولم تتدخل فى إيقاف بناء البرج رغم مخالفته وتعديه على الطريق العام، ومخالفته لاشتراطات الترخيص، وتساءل عن غياب دور الإدارة الهندسية بالمحافظة ومجلس المدينة، مؤكدا على ضرورة محاسبة كل المتسببين فى الكارثة التى قد تودى بحياة العشرات من الأسر، التى لا ذنب لها إلا أنها ضحية إهمال المسئولين.
والقرارات والقوانين التى تمنع البناء بهذا الشكل، حيث استغل صاحب البرج حالة الطناش الإدارى والأمنى وأقام عمارته أو برجه دون أن يخشى أحدا، ودون أن تحرك قيادات مدينة بنها ساكنا ولم يتحرك أى مسؤول داخل مجلس المدينة لوقف هذه الفوضى لصاحب العقار أو البرج، الذى يردد بأنه سيواصل بناء برجه رغم أنف الجميع ويزعم أيضا بأنه نجح فى شراء ذمم هؤلاء المسؤولين، الغريب أن كلام صاحب العقار أو البرج المخالف وصل إلى كل المسؤولين بمدينة بنها وعلى رأسهم رئيس مجلس المدينة ولم يتحرك لهدم هذا المبنى حتى يبعد عنه أى اتهام أو شبهة فساد، وهو ما يجعل البعض يرى أن ما يقوله صاحب العقار «البرج المخالف» فيه جزء من الحقيقة.